رسالة العلمانيين في المنابر الحديثة


Rappel d'une conference donnee en 2006 sur le role des laics chretiens dans les medias



Joseph khoreich رسالة العلمانيين في المنابر الحديثة

وسائل الاعلام هي ساحات عالمنا المعاصر .هذا ما تؤكده سوسيولوجيا الاعلام و تعاليم الكنيسة والاختبار الذي يقوم به كل منا في حياته اليومية.  
من خلالها وفيها تجري عمليات التبادل بكل أشكاله: تبادل السلع والافكار وأنماط السلوك ، التأثر والتأثير  في كل قطاع من قطاعات الحياة والوجود في وجوه  الخير أو الشر. في رؤية البابا يوحنا بولس الثاني وسائل الاعلام هي منبر اول بين منابر حديثة أخرى تعنى ب " قضايا السلام وترقي الشعوب ولاسيما منها حقوق الاقليات والمرأة والطفل وحماية البيئة "( رسالة الفادي 73). أنها منابر وميادين تدعو  المسيحيين  العلمانيين الى أضاءتها بنور الانجيل ،وردم  القطيعة المتفاقمة بين الايمان والثقافة في الحضارة المعاصرة – جوزف خريش 
بهذه الرؤية ومنذ المجمع الفاتيكاني الثاني كان  للكنيسة ، مكرسين وعلمانيين ، تعاليمها وبرامجها ، مكررة ومطورة اياها في وثائق وآليات ومناسبات عديدة.
الكنيسة في لبنان ، بدورها ،كان لها حضورها في هذا المجال ، مواكبة حركة الاصلاح والتجدد، على الرغم من ألاوضاع التي فرضتها ظروف الحرب. فكان لها مجامعها وبرامجها التي خلصت بعد تأمل وفحص ضمير جماعي عميق الى استراجية ورؤية تجسدتا في مقررات السينودس من أجل لبنان و سواه من المجامع الكنسية  . في كل من هذه المحطات كان للعلمانيين دور بارز غير مسبوق في تاريخ الكنائس الشرقية . انبثق عن هذه المسيرات وثائق وتوصيات عديدة هي قيد المتابعة والتطبيق. فما عسى يضيف اليها مؤتمر العلمانيين اليوم ؟
لا بد في صدد المعرض المسيحي ، وعلى مشارف انعقاد مؤتمر رسالة العلمانيين  من التذكير بعدد من الافكار الجديدةالتي أسفرت عنها تلك المجامع في ما يتصل بمسألتين: رسالة العلمانيين ورسالة الاعلام، في علاقة كل منهما برسالة الكنيسة الجامعة.-1 للعلمانيين دعوة ورسالة هما جزء من دعوة ورسالة الكنيسة ، في علاقة من التلازم والتكامل ، على أساس" مساواة حقيقية" ( نور الامم 32 ) بين جميع أعضاء الكنيسة تجمعهم رسالة واحدة في  كهنوت عام مثلث الابعاد : كهنوتي ونبوي وملكي ، وفي       " شعب كهنوتي وامة مقدسة" كما جاء في رسالة القيس بطرس  ( 1 بطرس 1:9-10 )
-2 منذ عصر المطبعة اصبحت مهمة التعليم مشتركة بين رجل الدين والعلماني . وبالتالي ترسخت فكرة أن كل رجل دين هو اعلامي – من وجه ما- وكل اعلامي، في المقابل، هو رسول أيضا .
3-لا يشكل الاعلام برامج مستقلة في نشاط الكنيسة بل انه يدخل في كل البرامج.
4-الاعلام بعد (dimension)  انطولوجي ( كينوني ) لا تكنولوجي فقط  بالنسبة للكنيسة .بمعنى ان الاعلام  ليس من باب المقتنى بل من باب الوجود(avoir- etre: to have – to be )    . الكنيسة امتداد جسد المسيح في مسار التاريخ . نطاق رسالتها يتعدى البشارة و التعليم الى الشهادة. من هنا الكلمة المأثورة للبابا بولس السادس: (عالمنا بحاجة الى شهود لا الى معلمين الا اذا كان هؤلاء شهودا )
5-ليس الاعلام نشاطا اضافيا او ثانويا  في حياة الكنيسة .بل هو ضروري جدا بحيث ان اهمال استخدام هذه الوسائل – بنظر البابا بولس السادس –هو خيانة للمسيح بالذات .لذلك الكنيسة أعلامية تكون او لا تكون . " الويل لي أن لم أبشر ".يقول لرسول بولس .
6- بالاضافة الى البعد الانطولوجي العميق للاعلام هناك بعد لاهوتي نبوي اكدت عليه وثيقة " عصر جديد "( Aetatis Novae) مشيرة الى ان دور الاعلام ليس تقريريا او اخباريا وحسب بل هو تفسيري للاحداث . يبين معناها في نور الانجيل .
7-لوسائل الاعلام الحديثة دور أساسي في البشارة الجديدة أو المتجددة .كما أن الثوب الجديد لا يرقع بقطعة عتيقة، كذلك البشارة الجديدة لا تتم الا بلغة جديدة وأسلوب جديد، بعقليات جديدة ومؤسسات جديدة .
في ضوء هذه المفاهيم الاساسية أردت أن استهل كلمتي عن واقع العلمانيين في المنابر الحديثة .لأن أغفالها يجعلني اشعر ان كل توصيف للواقع او تقييم  له سيبقى ناقصا .

أولا :
 في المشهد الاعلامي المسيحي ، في اطاره اللبناني العام  ، تبرز قطاعات وفئات وأنواع  يأتي في طليعتها قطاع الاعلام المرئي والمسموع في حقليه التلفزيوني والاذاعي ، يليه الالكتروني الحديث العهد، ثم الاعلام المقروء في الصحافة على أنواعها . غير ان الاعلام ليس وسائل وادوات فحسب . أنه مهنة وصناعة وفن . قوانين وأخلاقيات .  فضلا عن أن هناك قطاعات عمل  ومؤسسات  يتعدى نطاقها الاعلام بالمعنى الحصري ليمتد الى كل جوانب الثقافة . بل قيل ان الاعلام هو الثقافة .ولا ثقافة بلا اعلام لا تتوفر فيه شروط الكفاءة المهنية والمناقبية ، بما تشمل من قيم الحقيقة والحرية والكرامة أساس كل الحقوق الانسانية .

1-القطاع الاوسع والاكثر تأثيرا بين وسائل الاعلام هو بلا شك قطاع  التلفزة. منذ الخمسينات كان لبنان سباقا في خوض هذا النشاط ، مشكلا بذلك علامة فارقة في العالم العربي حيث كان استعمال هذه الوسائل حقا حصريا للسلطات الحكومية. ألامر الذي جلب- وما يزال – المتاعب للبلد الصغير، جراء الواقع المميز الذي يتمتع به نظامه القائم على تقاليد عريقة من التعايش والتعددية والمبادرة الخاصة  والاحترام بين طوائفه،والنزعة الدائمة لدى أبنائه الى الحرية و الاستقلال .في الحرب التي اندلعت عام 1975  وتحت تأثير  الضغوط التي استهدفت الحريات الاعلامية في لبنان تم اقرار صيغة مشتركة بين القطاعين الخاص والرسمي- بالنسبة لشركتي التلفزة الوحيدتين اللتين كانتا قائمتين – في محاولة  لوضع اليد على هذا القطاع أسوة بالانظمة العربية .فدخلت وسائل الاعلام  المرئي والمسموع  مرحلة من الفوضى ادت الى واقع غير مسبوق . تحوّل  بين 1977 و1996 الى ما وصف بالانفجار  الاعلامي.بلغ معه عدد محطات التلفزة 60 والاذاعة اكثر من 120 وقيل أكثرمن ذلك  بكثير .وراء هذا الواقع كان ما هو مستغرب وغير مقبول ،  كما كان ما يبرره منه  اتخاذ المبادرة من جهة هيئات مدنية واهلية كان عليها أن تعمل- في أجواء الحرب –  لتلبية حاجات التواصل بين المواطنين ، ولفك أشكال الحصار الذي كانت الميليشيات تفرضه على المناطق . لذلك قد نفهم لماذا شارك علمانيون وربما رجال دين في اتخاذ المبادرات الاولى لتأسيس أذاعة  ثم في مرحلة لاحقة لتأسيس محطة للتلفزة .
المشهد غير المقبول هو ما جرى بعد توقف القتال عندما تسابقت الميليشيات والزعامات واصحاب رؤوس الاموال الى امتلاك موجات البث وتأسيس محطات – حتى بالنسبة لمن  لم  يكونوا مالكين لمحطات معينة  – وذلك لأحراز حقوق حصرية على غرار ما كان وما يزال جاريا بالنسبة للصحافة السياسية ، علما  أن حق الحصرية هذا كان وما يزال يشكل سياسة غير شرعية تتعارض مع القوانين الدولية التي اقرها لبنان .
 شهدت وسائل الاعلام بين 1990 و 1996 عشوائية  وانتهاكات جسيمة في حق الحريات كان المسيطرون على الاوضاع اكثر المسؤولين عنها .فبعد مماطلة من الحكومات المتعاقبة تم تأليف مجلس وطني للاعلام منقوص الصلاحيات بالنسبة للمعايير الدولية التي تتضمن صلاحيات تقريرية ومسافة من السلطتين التنفيذية والتشريعية بما يضمن لهذا المجلس الاستقلالية والموضوعية في العمل .هذا الامر لم يتحقق أذ  تم تعيين أعضائه مناصفة بين مجلس النواب والحكومة . في هذا الاطار صدر  قانون لتنظبم الاعلام المرئي والمسموع   ( 1994 رقم 382 ) أجاز الترخيص للعدد المعروف من المحطات ( 15 اذاعية و7 تلفزة) التي توزعت ملكيتها على أساس المحاصصة المذهبية والزعاماتية ، بعد أن صنفها فئتين – اولى وثاتية –  لا تتمتع الثانية منهما  بحق بث  الاخبار السياسية والاعلانات التجارية ، ما شكل بدعة في نظر القوانين الدولية .فلم تؤخذ فيه  بالاعتبار تصنيفات اخرى معتمدة  مثل المحطات  المناطقية ،والقطاعية ،والتربوية ،والثقافية ،والدينية وغيرذلك.. 

2-  بالنسبة للمحطات الدينية ، وبخاصة تيلي لوميار(1991) وصوت المحبة (1984) لم يحسب لها اي حساب في بادىء الامر في توزيع الاقنية والموجات . لذلك قامت الحركات الرسولية العلمانية والمؤسسات الاعلامية المسيحية بتشجيع ومباركة من الكنيسة بحركة احتجاجية  على هذا الاجراء حملت الحكومة بشخص رئيس الوزراء آنذاك الى اصدار قرار بالترخيص، فأصدر قرارا وزاريا بدلا من مرسوم فجاءت تسوية متواضعة أعطي بموجبها للمحطتين -عبر مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان – حق البث على القتوات الرسمية لا الخاصة  تحت اسم : "تيلي لوميار – تلفزيون لبنان " و"صوت المحبة – اذاعة لبنان " ، وقد استفاد ت من هذه التسوية في الوقت نفسه محطات دينية ،غير قائمة اصلا ،عائدة لطوائف اخرى على سبيل القاعدة المعروفة : 6و6 مكرر .

 تطور واقع المرئي والمسموع الديني فاكتسب انجازا جديدا مرموقا ،عام 2004 ، باطلاق الفضائية  "نور سات" الرديفة لتيلي لوميار ، برخصة مستقلة وبقرار من وزارة الاتصالات .هذه المحطات الثلاث تشكل اليوم العمود الفقري للاعلام المسيحي  تحت اشراف الكنيسة المباشر ، مع الاشارة الى أن محطات اخرى مثل "ال بي سي" و"ام تي في" ( قبل اتخاذ الاجراء التعسفي بوقفها )، وعدد من البرامج التي  تبثها المحطات اللبنانية الاخرى تشكل منبرا اضافيا للعلمانيين، يوصلون من خلاله الرسالة المسيحية في مضامينها الانسانية التي تستحق أحيانا التنويه والتشجيع  . ولكن لا يمكن الاعتماد الدائم على هذه المحطات  نظرا لبرامجها  المحكومة بأهداف تجارية وسياسية خاصة ، في ظل وقوانين استنسابية تخالف مخالفة واضحة مضامين الدستور اللبناني والقوانين الدولية على الرغم  من اقرار لبنان لها .

تقييم واقع الاعلام الديني المسيحي: حققت هذه المحطات الثلاث حتى اليوم نجاحا ملموسا على صعيد انعاش الليترجيا والثقافة الدينية والحوار المسكوني والحوار المسيحي الاسلامي وقدمت بذلك مساهمة ثمينة  في نشر ثقافة السلام ، وتقريب المسافة بين المقيمين والمغتربين وبين مسحييي منطقة الشرق الاوسط  .يسعى القيمون عليها لمجاراة التقدم التقني وتوسيع رقعة البث وتحقيق معدلات  انصات مرتفعة نسبيا . على الرغم من الصعوبات التي تواجهها هذه المحطات- وخاصة  صوت المحبة التي نالت نصيبها  البالغ من أثار سلسلة الجرائم التي استهدفت اللبنانيين منذ خريف 2004 ولم تنج منها كليا تيلي لوميار في حرب 12 تموز ولا ال " ال.بي. سي. " – على الصعد التمويلية التي تتطلب مبالغ ضخمة ، والادارية والقانونية ، والاعتماد المرتفع على التطوع، والرقابة  وغيرها، استطاعت أن توفر أداء اعلاميا مرموقا بشهادة كثيرين . الملفت أيضا أنها جمعت الى النشاط الاعلامي نشاطات اجتماعية وخيرية  وثقافية وسياحية روحية في خدمة جميع الشرائح وبخاصة الشبيبة والفئات الضعيفة ، ما يشير الى فهم الدور الحقيقي للاعلام المسيحي وممارسته-علما انه  لا يتوقف في البشارة عند الكلام بل يقترن  باعمال محبة وحملات جماعية ضد   ظاهرات الانحراف التي تتطلب التدخل والمبادرات العملية المباشرة . هذه الممارسة والرؤية لم تكونا لتتحققا لولا وجود علمانيين ومكرسين أدركوا رهانات البشارة الجديدة فدعموها بما يتحلون به  من كاريزما وتضحيات. ( اسمحوا لي أن أذكر الاخ نور والآباء حنون اندراوس و فادي تابت و طوني خضره، والسادة جاك كلاسي وانطوان سعد ..والعديد سواهم ممن يعملون في الاعلام الديني بعيدا عن الاضواء .)
3- بعد العام الفين انفتح الفضاء اللبناني على محطات خارجية  بشكل ملحوظ ، وذلك خصوصا مع دخول فضائيات عربية ومحطات ناطقة بالعربية  وغيرها بعدد لا يحصى، فأصبحت تشكل بالنسبة للمشاهد اللبناني والثقافة اللبنانية بشكل عام عامل ثراء بقدر ما هو أيضا  عامل تهديد مشحون بالمخاطر ، وبخاصة على الشبيبة ، جراء ما تحمله هذه المحطات من اعلام العنف والاباحية والاصولية والعنصرية . كيف يمكن مواجهة هذا التدفق والغزو الثقافي في غياب التنشئة الملائمة لحماية الاجيال والعائلة والاقتصاد الوطني والامن الداخلي . اسئلة مطروحة على ضمير الجميع .
السؤال يشمل ايضا قطاع الاعلانات الذي يلعب دورا كبيرا في جميع القطاعات الاعلامية الاخرى ممثلا بالنسبة لها عامل تغذية بقدر ما يمثل عامل  تبعية لسلطة المال وانقياد لقواعد السوق والاخلاقية المركنتيلية المرتبطة بها ، من ميل  للربح السريع وعقلية مادية استهلاكية تحاكي الغريزة والطبقة الاكثر سوادا في اللاوعي الانساني على حساب الحس النقدي والجمالي وقيم الحقيقة والخير العام .

كم يبدو مخجلا- في هذا المجال – أن تكون الاحياء والبلدات والفرى المسيحية والساحات القريبة من  الكنائس والاديار والبطريركيات ايضا هي الاكثر استقبالا  لعرض المادة الاعلانية المشوهة للبيئة والحواس والذوق السليم .رغم هذه السلبيات لا تحجب ايجابيات هذا القطاع المهم بالنسبة للاقتصاد اللبناني لما فيه من نصيب مرموق لمستثمرين مسيحيين بينهم علمانيون مؤمنون .بامكان هؤلاء- الى جانب جنيهم ارباحا- خدمة الثقافة اللبنانية والمسيحية من خلال تعزيز ثقافة قيم النزاهة والشفافية  في وجه ثقافة الغش السائدة والتلاعب بالعقول والفساد التي يسجل لبنان فيها – اليوم- خطوات سلبية  وفقا لما تطالعنا به البيانات الدولية الصادرة دوريا عن مراصد حقوق الانسان . 
ثانيا :

1- أتوقف باقتضاب عند الصحافة المكتوبة في قطاعيها المدني والديني مع ان عرضها يستحق  فسحة اوسع  لولا ضيق الوقت.انها القطاع الاكثر قدرة على التعبير عن حقيقة الانسان في عالمه الداخلي ، نقيض الاعلام المرئي والمسموع الذي يدور في العالم الخارجي ويخاطب الحواس والعاطفة اكثر من العقل ، متحركا فوق سطوح الاشياء لا في عمق الوجود ، خاضعا لتأثير سحر الوجوه النجومية وجاذبية الحركة واللون في عالم  الفنون  ، وصنمية السلع في  التجارة. والقابلية للانخداع لدى سماع  الخطاب العقائدي   في  عالمي    السياسة والدين لا سيما في غياب الحس النقدي .
كانت الصحافة اللبنانية الوطنية والاغترابية في اساس النهضة العربية التي ظهرت اولى بوادرها في الاديار وقرب الكنائس ، وفي المؤسسات التعليمية ،والمطبعة والمسرح في الجبل والساحل.كما كانت في أساس الحركة الاستقلالية التي أدت الى ولادة" لبنان الكبير" مرافقة اياه في نضال أبنائه في الحقب العثمانية والانتدابية ومرحلة الاستقلال والحرب الحالية التي لم تنته بعد  .لقد تماهى نضال الاعلاميين في كل هذه المراحل -وما يزال- بنضال السياسيين والاحزاب والمجتمع الاهلي والمدني .فكم من حكومة ولدت في مكاتب صحيفة ، أو اسقطت بعد حملة أعلامية ، كم من الاعلاميين دخلوا السجون واغتيلوا وكالجنود قدموا حياتهم  وهم يؤدون واجبهم ، في الطريق او المكتب ، في الجبهات إو في المنازل  ،غير  متسلحين الا بالاقلام وعدسات التصوير … شهادة هؤلاء كما شهادة بعض المؤسسات الاعلامية- التي لم تسلم من الاعتداء عليها في الفترة الاخيرة  – هي مشاهد درب صليب مراحله لم تتوقف بعد – وبعضها قريب منا في المكان والزمان والاشخاص .قدمت الصحافة اللبنانية نماذج رائعة في معمودية الدم هي قرابين فداء مرفوعة فوق مذبح الوطن وتحت قباب  الهياكل المقدسة ، وجديرة بان تنضم الى قرابين المخلص الذي أحب خاصته حتى الموت فداء عنها . 
نبحث عن علمانيين يلبون الدعوة الى القداسة ؟ أوليس ان في مثل هذه الوجوه   صورة الى ما نبحث عنه ؟ 
  اكتفي بهذا الجانب من مشهد الصحافة مقدما اياه على الجوانب الاخرى ، ايمانا مني ان الاعلام هو مهنة رسولية جوهرها عطاء الذات ، أما الباقي- الصناعة و التقنية  فهو مما يعطى ويزاد بعدما يتوفر الجوهر .حاليا تواجه هذه الصحافة تحديات يعود اهمها الى منافسة الصحافة الالكترونية لها، ما ينعكس على معدلات السحوبات والمردود المالي وتفاقم خطر الارتهان لعالم  الاعلانات والسياسة . ولكن هناك دراسات وأبحاث تشير الى أن الصحافة الحرة والمستقلة لا تتأثر كثيرا بهذا الواقع الجديد في الاوساط الديمقراطية التي تعرف ان تميز بين الغث والسمين ، ما يعني أن  المعلن  يجد نفسه مضطرا الى  ان يكون تابعا لا متبوعا  لدى  استثماره في الصحافة الحرة الصحافة، بعكس الصحافة المرتهنة التي تتنازل عن حريتها  للمعلن كي تؤمن استمراريتها .فتتعرض مع الوقت الى فقدان القراء ثقتهم بها ،في  مقدمة للفشل .
هذه الحقيقة من شأنها أن تحفز القراء- ومن بينهم العلمانيين – الى تشجيع الصحافة الحرة ، وذلك عبر أنشاء حلقات ضغظ ومراصد مدنية من المشاهدين والقراء الذين تتكون منهم الجمعيات والرابطات والحركات الثقافية والرسولية  ، لتقييم متواصل  للانتاج الاعلامي  ،بهدف الحد  من تأثير  المال والتيارات المادية والسياسة الهدامة عليها .أن المعلن أو السياسي الذي يشعر بانه ملاحق بالمساءلة والمحاسبة لا بد له من ان يعيد الحسابات في تصرفاته ضمانا لمصلحته .
2- ما يقال في الصحافة المدنية ينسحب ايضا على الصحافة الدينية ، باستثاء أن الاخيرة لم تستطع حتى الآن أن تكوّن رأيا اعلاما مؤثرا وفاعلا . على بعض المجلات الدينية التي صدرت وما تزال تصدر – مع فترات من الانقطاع – مثل المشرق والمسرة والمنارة لا تنكر طابعها اكاديمي العريق . كما لا تنكر محاولات التجديد التي يقوم بها بعض مجلات الابرشيات والرابطات ومراكز الدراسات والابحاث التابعة للجامعات والمعاهد العليا الدينية والاكاديمية.ولكن عدم انتشارها وسوء توزيعها وافتقارها الى الشروط التقنية وعدم كفاءة العاملين فيها مهنيا ، واعتمادها على التطوع ، وغياب هيئات التحرير الدائمة عنها ، بالاضافة الى عدم الاخذ بالاعتبار لشروط اخرى اساسية مثل تعددية الاصوات وملاءمة الخطاب مع حاجات القراء ومستوياتهم الفكرية والروحية والاجتماعية ، كل ذلك يحمل الى القول بأن الصحافة الدينية المسيحية هي أقرب الى الصحافة الشعبية المحدودة التأثير والبعيدة من أن تكوّن أو تشارك في صنع الرأي العام الذي بدونه يصعب الحديث عن وحدة وشراكة وديمقراطية في الحياة الوطنة كما في الحياة الكنسية .أن صوت الراعي الذي يتلاقى مع صوت الرعية هو اقرب الى الاعلام الصحيح ،بالنسبة للاعلام القديم ،حيث كان المعلم يتكلم والتلامذة يصغون . يمكن التجرؤ للقول ان مع هذا الواقع يصعب تكوين جماعة  او كنيسة بوصفها جماعة وشعب الله . هذا لا يعني ان وسائل الاعلام الحديثة  تختزل كل سبل الاعلام . هناك أشكال عديدة في تقاليد الاعلام الديني والشخصي لها مكانتها المرموقة التي يجب عدم  اغفالها ، من اللقاءات الشخصية والمناسبات الدينية …هدف المجلة الدينية وكل مجلة المساهمة في بناء الجماعة من خلال الحوار بين جميع عناصرها . عندما تنجح الوسيلة الاعلامية الدينية بان تكون خلية حية  مثل العائلة  بنجح بالقدر نفسه بأن تكون "كنيسة صغيرة " و" آية رجاء .

يبلغ مجموع المجلات المسيحية الدينية حالياً حوالي مئة دورية تعالج مواضيع تتصل  بالرعويات، من بيبلية وآبائية وليترجية وتاريخ الكنيسة ،وقضايا أخلاقية وعلاقة العلم بالاخلاق ومواضيع ثقافية وتراثية، الى حاليات كنيسة اليوم وحوار الاديان وغيرها . علما ان عددا من  الصحف السياسية يقدم مساهمته في هذه المواضيع  فيخصّص مساحات واسعة للخبر الديني ،مقدما  تغطية وافية لأخبار المرجعيات الدينية، أقوالها ومواقفها، وأعمدة كاملة لموضوع الأديان والمذاهب، موفرًا التواصل اليومي بين الرعاة وجمهور المؤمنين. تعود هذه الايجابية إلى انفتاح الاعلام المدني اللبناني  على الرأي الآخر عموماً ،والى وجود علمانين  في مختلف وسائل الإعلام، منها أيضا  تلك التي تصدر في الخارج. هناك مجموعات من العلمانيين البارزين يعملون في مختلف المؤسسات الإعلامية الناطقة بالعربية والاجنبية في لبنان وعالم الانتشار/ وهم  يشكلون طاقة كبيرة اذا ما عرفت الكنيسة التعاون معهم من أجل شهادة حقيقية.


هذه الصحافة –على ما هي عليه – قد يتعزّز دورها إذا ما توفر لها مشروع موحّد يربط بينها، ورؤية راعويّة جامعة تتناول قضايا الكنيسة والمجتمع.واذا ما تم تطويرطابعها المهني واستكمال شروط أدائها شكلا ومضمونا. ومن المفيد تطوير دورها، لئلاّ يكون محصوراً في تغطية النشاطات الرعوية وحسب بل يشمل قضايا اجتماعية تهم الجميع توجه  الانتباه المسيحي  الى القضايا الاساسية في مجالات العدالة والحرية والكرامة الانسانية والتصدي لهيكليات الظلم والخطيئة الاجتماعية  .
اتجاوز – لضيق الوقت معالجة- موضوع الصحافة الالكترونية البديلة- على أهمية هذا الموضوع البالغة في زمن العولمية ،مشيرا الى ضعف هذه الصحافة حتى الان في  الاوساط الكنسية والحركات الرسولية في لبنان والمنطقة . وهو امر يستحق  تكريس وقت خاص له  .

ثالثا :

القضايا التي يجدر أن يتضمنها الإعلام المسيحي وتحتل مكانة مرموقة فيه هي ،بالإضافة إلى المواضيع التقليدية، القضايا عينها التي تهمّ الإنسان في لبنان ومحيطه العربي بصورة عامة، وفي مقدمها قضية السلام والحرب ، وقضايا أخرى أساسية لا تقل أهمية، كالحوار ما بين الأديان والمذاهب والتيارات الفكرية والحوار المسكوني والحوار المسيحي الإسلامي.وإلى قضايا العدالة والحرية وحقوق الإنسان كافة، الإسم المدني للإنجيل في عالم اليوم.هذه القضايا تتطلّب الالتزام بها والتضامن مع أنسانها وجماعاتها الأكثر معاناة، باعتبار أن كل إنسان متألم هو مسيح مصلوب، من الواجب المقدس علينا، كالقيرواني ، تقديم المساعدة له، ليتحرّر من كل ما ينتهك حقه في الحياة الإنسانية الكريمة، بما فيه الحق في أن يكون له أرض ووطن ،والحق في الإقامة والسكن اللائق، والتنقل الحرّ، والاتصال والإعلام، والتعبير والمعتقد والدين ، والتعلّم، والاجتماع ،والعمل، مفتاح المسألة الاجتماعية كلها,    من هذا المنطلق التضامني مع الإنسان وقضاياه يمكن أن نفهم دعوة قداسة البابا إلى أبنائه الكاثوليك في لبنان والعالم العربي لتعميق انغراسهم الثقافي في بلدانهم عندما يقول :" إن مصيرًا واحدًا يربط ما بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة… (مشددا ) على ضرورة المحافظة على علاقاتهم التضامنية مع العالم العربي وتوطيدها ( ودعوته)  إلى اعتبار انضوائهم إلى الثقافة العربية التي أسهموا فيها إسهامًا كبيرًا موقعاً مميزًا، لكي يقيموا هم وسائر مسيحيي البلدان العربية حوارًا صادقًا وعميقًا مع المسلمين … وأن يبنوا معًا مستقبل عيش مشترك وتعاون " (رجاء جديد للبنان ،الفقرة 99).
وإذا كان لا بدّ من امتياز يعطى لأحد أو لفئة من المجتمع  فذلك ينبغي ان يكون  للضعفاء، المستصغرين والمستضعفين، الذين أوصى بهم المسيح توصية خاصة وتماهى بهم كما أوضح في إنجيل التطويبات، وهم: الطفل  والمرأة والمسن والمريض والمعوّق والمهمّش والمهجر والسجين والمعرّض للزوال من أبناء الأقليات الإتنية واللغوية والدينية..إن الدفاع عن هذه القضايا ولا سيّما منها "حاجات المستضعفين والمهمشين وذوي الحالات الهشّة– كما يقول البابا يوحنا بولس الثاني (ي ع، 34،2000)- قد تكون إعلانًا ضمنيًا لبشارة الرب".
بهذه  الروحية عينها يتوجه أيضا بطاركة الشرق الكاثوليك الى أبنائهم :
 " أن كنائسنا تدرك تمام الادراك أن الانسان المسيحي في بلادنا يشارك أبناء وطنه سراءهم وضراءهم فهو يعيش الالام عينها ويعاني من الحدود والجراح عينها ، وتسكنه التطلعات والآمال نفسها . أن تضامننا .. يتخطى همّ الدفاع عن حقوقنا .. ليصل الى حد المشاركة في الدفاع عن حقوق الانسان وتحرر الشعوب وحقها في العيش الكريم .. والعمل على أثبات كرامة الانسان في وجه كل القوى الداخلية والخارجية التي تقمعه وتذله وتحول دون تحقيق أمانيه الانسانية المشروعة.. و مقاومة الظلم أيا كان مصدره واياً كان فاعله ، لهي من سر المسيح والكنيسة .. فنحن لا نستطيع أن نسكت عندما يهان الانسان وتداس كرامته وتنتهك حقوقه الاساسية" ( الحضور المسيحي في الشرق ، شهادة ورسالة، 1992 ، 55) 

خاتمة

أن في  الدفاع عن هذه القضايا أذاً دوراً كبيراً للاعلاميين المسيحيين. فهم مدعوون  "باسم الرسالة كما باسم المهنة لكي يكونوا في خدمة الحقيقة والعدالة والحرية والمحبة "(ي ع، 37، 2003).لأن لهم – كما يؤكد البابا يوحنا بولس الثاني – " مهمة نبويّة، ودعوة تتطلب فضح الآلهة المزيّفة وأصنام العصر المزيفة، وهي المادية والمتعوية والاستهلاكية والقومية الضيّقة " (ي ع، 2001، وسائل الإعلام والاتصال، أخلاقيات وآداب، 31) وما يتفق مع هذه الاصنام  من عقليات التسلط والاحتكار وسياسات التمييز على أنواعه  ، إلى ظواهر الفساد والغش والتلاعب بعقول الناس على حساب الحقيقة والمصلحة العامة في كل المواقع . كلها مواضيع يتعيّن على الإعلام المسيحي معالجتها بروح الشجاعة والتضحية التي انطبع بها عمل الرسل الأولين في اختبارهم التحوّلي يوم  "العنصرة"، يؤيدهم الروح القدس في آداء شهادتهم من على سطوح  ومنابر العالم التي هي  اليوم وسائل الإعلام.

بمثابة الخاتمة :
لقد أشار المجمع البطريركي الماروني في النص الخاص بالعلمانيين الى "فوضى العمل واستنسابيته ( على مستوى هيكلية الكنيسة وادارة مؤسساتها )  وعدم احترام التوقيت وغياب التخطيط واحتكار بعض الاساقفة و- أ و المسؤولين فيها للقرارات المهمة واستبعاد العلمانيين الذين يعارضون آراءهم –" ما يطرح سؤالا حول مدى صلاحية المسؤو ل ومدى وعيه لرعوية مشاركة العلمانيين في حياة الكنيسة وبالتالي مدى الشراكة في القرار . واعتبر النص المجمعي ان هذا الامر بات ملحا سيما وان الكنيسة مزمعة على المضي في العمل بروح مجمعية مشتركة، حيث لا فضل لواحد على آخر الا بمقدار صدق شهادته واخلاصه بالعمل وتفانيه في خدمة الكنيسة. يخلص النص نفسه الى " ضرورة وضع مقاييس واضحة ومعروفة لهذا الاختيار – منها مثلا- الالتزام المسيحي المشهود له ، الكفاءة العلمية ، روح الشركة الكنسية ، الخدمة المتواضعة وغيرها " . ( المجمع البطريركي الماروني –بكركي 2006 – النص التاسع ، 24، صفحة 328 ). 

أرى في هذه الفقرة مدخلا جوهريا  لكل  عملية اصلاح وتجديد. .


اليوم العالمي للانترنت الامن في سيدة اللويزة: للتفريق بين استخدامه لغايات منتجة وبين استهلاكه في إطار من المخاطر الهدامة | الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان

اليوم العالمي للانترنت الامن في سيدة اللويزة: للتفريق بين استخدامه لغايات منتجة وبين استهلاكه في إطار من المخاطر الهدامة | الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان
16/2/2016

اليوم العالمي للانترنت الامن في سيدة اللويزة: للتفريق بين استخدامه لغايات منتجة وبين استهلاكه في إطار من المخاطر الهدامة

اليوم العالمي للانترنت الامن في سيدة اللويزة: للتفريق بين استخدامه لغايات منتجة وبين استهلاكه في إطار من المخاطر الهدامة

احتفلت مدرسة سيدة اللويزة ذوق مصبح باليوم العالمي للانترنت الآمن، في اوديتوريوم مدرسة سيدة اللويزة، برعاية وزير الإتصالات بطرس حرب ممثلا بمستشاره الدكتور شربل فارس وبالتعاون مع اتحاد المؤسسات التعليمية الخاصة، وفي حضور الامين العام للمدارس الكاثوليكية ومنسق اتحاد المؤسسات التربوية في لبنان الأب بطرس عازار، رئيس الرهبنة المارونية المريمية الآباتي بطرس طربيه، رئيسة مكتب الجرائم المعلوماتية المقدم سوزان الحاج، القاضي المختص في شؤون الأحداث والصغار القاضي وسيم حجار، الأمينة العامة للمجلس الأعلى للطفولة السيدة ريتا كرم وعدد من الأساتذة والاهالي والطلاب.

حداد
بداية النشيد الوطني، ثم القى رئيس مدرسة سيدة اللويزة الأب شربل حداد كلمته شرح فيها الهدف من تنظيم اليوم العالمي للانترنت الآمن وقال: "أولا: لقد دخل هذا اليوم سجل تقاليدنا ورزنامة مواعيدنا السنوية، ولن نتراجع عن إحيائه مهما كلف إعداده من جهود. فهذا يوم ارتبط بهوية مدرستنا التي صار لها اسمان جديدان:
الأول: مدرسة سيدة اللويزة مدرسة العصر، والثاني مدرسة سيدة اللويزة مدرسة المستقبل، وذلك من دون التخلي عن ثوابتنا القيمية الموروثة.

ثانيا: شعورنا فعليا بأننا نواكب العالم ومجريات التطور والحداثة في عالم التكنولوجيا، فنحن من المقتنعين بقوة، بأن مدرسة 2016 حري بها الإندماج بعالمها المعاصر والإنصهار فيه خصوصا في ما يقدمه من قدرات وإمكانات لتعليم جديد، تعليم أفضل، تعليم هادف الى بناء معرفة وشخصية وذهنية من نوع آخر، بل من النوع الذي سيحتاجه الغد المتطلب والذي سيكون كل شيء فيه مختلفا عن المألوف ومتغيرا".

أضاف: "هناك فرق شاسع بين استخدام الأنترنت لغايات عملية بناء منتجة وبين استهلاكها في إطار من المخاطر الهدامة التي من شأنها أن تقضي بسرعة على عمارتنا الإنسانية".

طربيه
وألقى الأباتي طربيه كلمة جاء فيها: "نريد تلميذنا حرا متحررا إلا من ضوابط خلقية وقيمية متعارف عليها في كل مجتمعات الدنيا، نريده أن يعيش علمانيا ولكن بنفس رهباني فيميل الى عفة في سلوكه، والى تعشق في استخدام منحرف لبعض ما تقدمه الأنترنت من أطباق تفتح شهية الوقوع في الخطأ وبراثن الشر، ونريده أن يصلي أكثر مما يستخدم الأنترنت لتفاهات ولشؤون مشبوهة من شأنها أن تحفر هوة بينه وبين الحقيقة المطلقة وبينه وبين ربه".

حداد
وتحدث ممثل الوزير حرب الدكتور شربل فارس شارحا موقف الوزارة وعملها المنكب على "موضوع الإهتمام بالمساعدة على البقاء آمنين على الفيسبوك وعلى الأنترنت وعلى إيجاد الحلول لمواجهة أخطاره"، وحدد ثلاثة محاور أساسية للأنترنت الآمن وهي:
– المحور التربوي: وهو من اختصاص المدارس والجامعات وأهم أهدافه توعية وتنشئة الأهل والتلاميذ، وجودنا اليوم هنا خير دليل على أهميته.

– المحور القانوني: الدولة حاليا تعمل على هذاالمحور، نشكر مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية وعلى رأسه المقدم سوزان الحاج ونشكر القضاء، والجدير بالذكر ان الوزير حرب كان قد قدم اقتراح قانون حول المعاملات الألكترونية.

– المحور التقني: وهنا مسؤوليتنا كبيرة كوزارة اتصالات، حاليا الوزارة تقدم حلول مثل (Control Parental) لمساعدة الأهل على مراقبة محتوى الأنترنت.

اضاف: " ان التطور والإستعمال الزائد للأنترنت خاصة بعالم انترنت الأشيا (Tinks Of Internet) سوف يجعل أولادنا محاطين أكثر وأكثر بالأنترنت، يجب أن يكون هناك تنسيق كبير بين كل مكونات المجتمع، موزعين انترنت، أهل، مدارس، جامعات، الدولة".

وختم بأن "الوزير مستعد دائما بأي تعاون لإنجاح أي مبادرة لنحافظ على أجيالنا الصاعدة".

مشهديو وجلسة حوارية
وبعد مشهدية من وحي المناسبة، دارت جلسة حوارية تطبيقية شارك فيها كل من المسؤول عن برنامج المواطنة في مايكروسوفت الشرق الأوسط وافريقيا السيدة جولي دي بابيانكور ومن مكتب الجرائم المعلوماتية المقدم الحاج والتي شرحت خلالها عن أهمية إهتمام المدارس حول موضوع الأنترنت الآمن ليبقى آمنا، وأوردت أمثلة عن طريقة حدوث عمليات القرصنة واستدراج الأشخاص بالأسليب الإحتيالية والذكية والمدروسة جدا"، لافتة الى ان "الضحايا هم من كافة الأعمار".

وقد وضعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي خطا ساخنا في خدمة المواطن لضرورة التبليغ وملاحقة المجرمين وهو (293293/01).

كذلك شاركت امينة عام المجلس الأعلى للطفولة والرئيس التنفيذي لمنظمة (Net Child) العالمية عبر السكايب، اضافة الى القاضي حجار وهو القاضي المختص في شؤون الأحداث والصغار والذي تحدث عن وجود محاكم وقوانين جاهزة للمحاسبة وان سلة التشريعات ما زالت في أدراج مجلس النواب لدرس القانون وإقراره، لافتا الى انه "ليس هناك نصوص تشريعية لكنها جرائم تقليدية ولها نصوص للمعاقبة".
وطنيّة



JTK

وزارة الاعلام تعلن اقتراحات مؤتمر “الإعلام الجديد: الاستراتيجيات والتحديات.. الهوية الوطنية ونشر الوعي” | الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان

وزارة الاعلام تعلن اقتراحات مؤتمر "الإعلام الجديد: الاستراتيجيات والتحديات.. الهوية الوطنية ونشر الوعي" | الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان


وزارة الاعلام تعلن اقتراحات مؤتمر "الإعلام الجديد: الاستراتيجيات والتحديات.. الهوية الوطنية ونشر الوعي"

وزارة الاعلام تعلن اقتراحات مؤتمر

أعلنت وزارة الاعلام نتائج واقتراحات مؤتمرها الإعلامي الثاني بعنوان "الإعلام الجديد: الاستراتيجيات والتحديات.. الهوية الوطنية ونشر الوعي" الذي نظمته مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية، وأقيم على مدى يومين في المعهد العالي للدكتوراه في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بتاريخ 2 و3 كانون الاول الماضي، برعاية وزير الإعلام رمزي جريج، ومشاركة الجامعة اللبنانية والجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف وجامعة بيروت العربية ومؤسسات عامة وخاصة ومؤسسات أمنية ووسائل الإعلام اللبنانية. وتميز المؤتمر بمشاركة لافتة وتفاعل واسع من أهل الاختصاص وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. أما في المضمون، فمثل المؤتمر دعوة إلى إقامة شراكة وطنية تنتج إعلاماً يحمي الهوية الوطنية والمجتمع والقيم وتنشر الوعي، وتؤكد على الدور الرائد للإعلام في تكريس حرية الرأي والتعبير وترسيخ الديمقراطية في لبنان.
وأجمع المشاركون في المؤتمر على المطالبة بأن لا تبقى النقاشات والتوصيات أسيرة البيانات والجلسات الحوارية على أهميتها، آملين أن تترجم إلى "انقلاب" كما عبر البعض على واقع إعلامي ما عاد يحتمل التنظير والانتظار وبات تنظيمه حاجة ملحة للوطن والمواطنين على اختلاف الصعد.
ولكي يحقق المؤتمر نتائج واقعية وملموسة، حرصت الجهة المنظمة على استطلاع آراء شريحة من المواطنين والإعلاميين والمسؤولين والمثقفين وناشطي المجتمع المدني بهدف إشراكهم في المقترحات قبل وخلال وبعد المؤتمر.
بناءً على ما تقدم، أجمعت المطالبات على ضرورة إحاطة المؤتمر بالنشر الالكتروني والرقمي ومواءمته مع استراتيجيات المواطن واهتماماته، ومحاكاة تطلعات الشباب اللبناني والعربي نحو غد إعلامي أفضل. وكانت مطالبات بضرورة إصدار تشريعات تفضي إلى استيعاب أزمة الإعلام التقليدي وتمهد لقانون عصري للإعلام تجعل منه إعلاماً هادفاً ومسؤولاً يرفع من مستوى وعي وثقافة الناس.
سعت الجهة المنظمة إلى أن تشمل نتائج واقتراحات المؤتمر مختلف الآراء والتوجهات الفكرية للمشاركين فيه. وفي هذا المجال لفت انتباه المؤتمرين وجود نقص تشريعي كبير على صعيد قوانين الإعلام وآليات الضبط بمسؤولية.
وحول فكرة تنظيم المؤتمر رأى الزميل يزبك وهبة "أن وزارة الاعلام التي يعتبرونها قطاعاً رسمياً هي وزارة تفكر وتتطلع نحو مستقبل إعلامي أفضل، وعلينا اليوم أن نخرج في لبنان من مفهوم الإعلام التقليدي نحو الإعلام الجديد وإعلام الحداثة".
كذلك اعتبر الزميل ربيع الهبر "أن المواقع الالكترونية هي جزء أساسي من المعادلة الإعلامية في لبنان وأصبح لها حقوق وعليها واجبات، منها أن نلتزم أكثر بمواثيق شرف لحماية البلد"، مما يضعنا أمام مسؤولياتنا الوطنية والوظيفية الهادفة والمسؤولة.
وبعد بلورة الافكار والنتائج توصل المشاركون إلى مجموعة من النتائج والاقتراحات أهمها:
1. وجه المؤتمرون الشكر إلى معالي وزير الإعلام الأستاذ رمزي جريج لرعايته هذا المؤتمر ولمدير عام الوزارة الدكتور حسان فلحة ولمدير الدراسات والمنشورات اللبنانية الاستاذ خضر ماجد والعاملين في المديرية على إقامة وتنظيم المؤتمر، ولمدير المعهد العالي للدكتوراه في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور طلال عتريسي على الإستضافته وللدكتورة مها خير بيك لتعاونها في التنظيم والاعداد ولجميع الباحثين والمشاركين وجميع وسائل الاعلام.
2. تأكيد الشراكة بين وزارة الإعلام والجامعات (الجامعة الوطنية والجامعات الخاصة) ومراكز البحوث والدراسات والنقابات وجميع وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والمؤسسات العامة والخاصة والمجتمع المدني في فهم واقع الإعلام ومتطلباته العصرية.
3. تأكيد ما قام عليه هذا المؤتمر من الدعوة إلى عقد شراكات أكاديمية وعلمية لإنجاز مشاريع بحثية مشتركة تسهم في دراسة أي ظاهرة جديدة وفهمها وتحديد كيفية التعامل معها.
4. التشديد على مسؤولية جميع الجهات المذكورة أعلاه في متابعة تنفيذ توصيات المؤتمر وإقامة مؤتمرات ونشاطات ومتابعات ودراسات مستقبلية بما يحاكي الواقع ويعود بالفائدة على الجميع.
5. تأكيد الدور الوطني والمجتمعي لوسائل الاعلام والدعوة إلى ضمان حرية عملها بقدر ما تؤدي هذا الدور.
6. الدعوة إلى مواكبة التطور الرقمي وتفعيل دور لبنان في تحول الفكر العربي نحو مجتمع وبيئة رقميين.
7. الحرص على مواكبة التقنيات التي تعيد تشكيل مستقبل وسائل الإعلام، إضافة إلى نوعية المحتوى الرقمي وجودته وتمايزه.
8. الاستفادة من الحجم الهائل للبيانات الرقمية على مستوى التخطيط ودراسة الرأي العام وفهم التحولات الاجتماعية.
9. العمل على محو الأمية الرقمية في الإعلام للوصول الى التحليل والتقويم من أجل بناء مناهج إعلامية حديثة، بما يشمل شرعنة التعلم عن بعد وفق أسس تحفظ قيمة الشهادة ومبادئها وتواكب التطور في هذا المجال.
10. تأكيد أهمية البحث العلمي ومراكز الدراسات في صناعة الرأي العام والإعلام.
11. إقامة مرصد إعلامي في وزارة الإعلام – مديرية الدراسات والمنشورات، لإعطاء إحصاءات ودراسات صحيحة وموثوقة لنسب المشاهدة والمتابعة والقراءة وتوزيع الإعلانات ودراسة الاتجاهات والمؤشرات والقضايا والاهتمامات في الاعلام التقليدي والحديث.
12. وضع الآليات الجاذبة للاستثمار في عالم الإعلام والاتصالات اللبناني لا سيما على صعيد تشريعات وقوانين تأخذ بعين الاعتبار خفض الضرائب والرسوم الجمركية وإنشاء المؤسسات والانخراط في منظومة إعلامية اقتصادية في محيط خدماتي مريح لها.
13. اعادة العمل على إقامة مدينة إعلامية تواكب التطور الهائل والمستمر للإنتاج والخدمات الإعلامية والاتصالية بما يحقق للبنان موقعاً ريادياً في هذا المجال.
14. نشر الوعي عبر الإنتاج الرقمي من أجل مجتمع منتج ومحصن في وجه الجهل والإرهاب
15. تأكيد تعزيز دور اللغة العربية في نشر الإعلام الالكتروني وفي التواصل على المواقع الاجتماعية.
16. إعطاء حيز كبير في وسائل الإعلام حول حفظ الهوية الوطنية والثقافية والاجتماعية وتخصيص التلفزة والإذاعة العامين لهذه المهمة.
17. تشجيع إنتاج البرامج الثقافية والتعليمية والوثائقية وتحفيز البحث العلمي، وفق الانظمة والقوانين.
18. اعتماد التدريب الإعلامي المستدام أساساً لرفع مستوى المهنة في جميع القطاعات لاسيما في مجالات تكنولوجيا المعلومات واللغات واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي وتأهيل الكوادر الإعلامية المتميزة لزيادة التفاعل.
19. الحفاظ على دور الدولة المركزي وسيرورة العمل التثقيفي في الإعلام العام بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية والاجتماعية وصونها.
20. حماية كل الاعلام بما فيه الالكتروني من القيود والتدخلات وتفعيل الشراكة بين وسائل الإعلام.
21. الدعوة إلى التزام المسؤولية والموضوعية وعدم التبعية الخارجية أو السياسية أو الطائفية لوسائل الإعلام أو الإعلاميين.
22. الدعوة الى وضع مفاهيم ومصطلحات للتغطية الإعلامية وصياغة دليل مصطلحات متوافق عليه.
23. وضع دليل إرشاد الصحفيين حول الحقوق والواجبات والقوانين والمصطلحات وكيفية إنتاج مادة إعلامية تخدم القضايا الوطنية والعالمية وتحفظ الهوية الوطنية وتنشر الوعي.
24. عدم تحميل الإعلام لاسيما وسائل التواصل الاجتماعي وحدها مسؤولية التأثير في أي حراك شعبي أو فكري معين وأخذ جميع العوامل المؤثرة في الحسبان ومنها الوقائع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية.
25. دعوة الدولة إلى الاهتمام بقضايا الشباب وهمومهم والسعي الدؤوب لتأمين فرص عمل سنوية تسهم في ارساء الاستقرار العائلي والوظيفي، وتنمية المناطق والاطراف.
النهار 10/2/2016



JTK

Obama veut débloquer 4 milliards de dollars pour enseigner l’informatique aux jeunes Américains - Le Figaro Étudiant

Obama veut débloquer 4 milliards de dollars pour enseigner l'informatique aux jeunes Américains - Le Figaro Étudiant

Obama veut débloquer 4 milliards de dollars pour enseigner l'informatique aux jeunes Américains

Le président des États-Unis s'est engagé à financer l'enseignement de l'informatique dans le secondaire à hauteur de 4 milliards de dollars. Reste à convaincre le pouvoir législatif américain.

L'informatique pour tous, c'est le nouveau cheval de bataille de Barack Obama. Le président des États-Unis veut débloquer 4 milliards de dollars (soit près de 3,7 milliards d'euros) pour aider les états à financer l'enseignement de l'informatique dans toutes les écoles du pays. Un poste de dépenses qu'il souhaite intégrer au budget 2017, qu'il devra présenter au Congrès le 9 février prochain. Pour cela, il devra convaincre les Républicains, qui contrôlent le pouvoir législatif américain.

«Un lycée sur dix offre des cours d'informatique de niveau avancé»

Selon la Maison-Blanche, le département de l'Education répartira ces 4 milliards sur trois ans et les allouera aux états proposant des plans d'action pour améliorer l'accès aux cours d'informatique, en particulier aux jeunes filles et aux minorités.«Dans cette nouvelle économie, l'informatique n'est pas une compétence optionnelle - il s'agit d'une compétence de base, aussi bien que les trois Rs » (read, writing, arithmetic soit lire écrire compter NDLR) affirme Barack Obama dans un communiqué officiel, repris par le New York Times .

«Neuf parents sur dix veulent que cette matière soit enseignée dans l'école de leurs enfants», souligne-t-il. Selon la Maison-Blanche, seulement un quart des écoles, collèges et lycées américains propose des cours d'informatique et 22 États n'autorisent pas que la matière soit prise en compte dans l'obtention du diplôme. Seuls 4 310 établissements sur les 37 000 lycées du pays, soit un lycée sur dix, offrent des cours d'informatique de niveau avancé,

Microsoft débute une campagne dans 50 états du pays

Washington incite également les entreprises privées du secteur high-tech à soutenir davantage l'enseignement de l'informatique. Brad Smith, le directeur de Microsoft a salué l'initiative de Barack Obama lors d'une conférence de presse organisée par la Maison Blanche. Le patron du géant du net a affirmé que son entreprise, qui s'est déjà investie dans la promotion de l'enseignement de l'informatique, débutait une campagne dans 50 états du pays pour l'étendre encore davantage. Selon lui, les efforts déployés par la Maison-Blanche et d'autres entreprises privées répondent à un «impératif social» pour les jeunes américains. «Plus que tout autre chose, nous avons compris que l'informatique est devenu fondamental pour le futur», insiste Brad Smith. «Il ne s'agit pas seulement d'un enjeu technologique. Il ne s'agit pas seulement non plus d'un enjeu économique».

SERVICE:

» Trouvez la formation qui révélera vos talents



JTK