ما هو التضليل اساليبه اهدافه؟
كيف واجهه يسوع؟
كيف على الكنائس المحلية في الشرق الاوسط ان تحمي العائلات النازحة من شر التضليل؟
افكار من وحي نص لو 11: 51- 47
بيروت, (ZENIT.org) الخوري جان بول الخوري | 120 زيارة\زيارات
١- التضليل
التضليل هو ميل عن الإستقامة والنزاهة، ينتهجه من لديه غاية في نفس يعقوب، هدفه ان يبعد الشبهات عنه، وان تبقى صورته جميلة نقية لا خدش فيها. انه صاحب وجهين ولسانين ونفسين، يمتهن الكذب والخداع والرياء، يبغي اقتناء ثروات العالم بالسرقة والتحايل والرياء.
٢- وسائل التضليل
تزوير المعطيات التاريخية والعلميّة وتسخيف المستندات العلمية واللعب على القانون واعتماد فن الرشوة والعنف، واهم حرفة عند المضلل هو اللعب على المصطلحات وتحريف المعاني، وجعل الكلمة في حالة من الصراع، لئلا يكون هناك منفذ للحل، لهذا نجد في عالمنا الحاضر، اضعاف ممنهج للخطاب التمييزي والنقي، عبر تسخيف الحقيقة وضرب القيم واستبدالها بقيم تتناسب مع الاهواء والغرائز. او اعتماد خطاب الترهيب بعدو وهمي وجعل الباطل حق...
٣- التضليل والشخصية الإجرامية
ان اعتماد منهجية تحريف الكلمات تجد في النصوص الدينية واحة لها وخصبة ومساعدة، لانها تحلل الخطيئة وتمنع فعل الخير، وتحرر الانسان من الضوابط والمحرّمات، كالقتل والسرقة والزنى... لذلك كان ليسوع مواقفا كثيرة شجب فيها اعمال الكتبة والفريسيين ورؤساء الشعب وهيرودوس، كاشفا للتلاميذ ولأتباعه، عن عقدة الخفية للمضلل الا وهي قساوة القلب، التي تحوله الى شخصية جرمية، تتصف بالعناد وعدم الشعور بالتعاطف مع الناس، وعدم الخوف من العقاب او اللامبالاة تجاه أخطاء الاجيال السالفة، وتصبح لدى الشخصية الاجرامية قدرة فريدة على تبرير سلوكياتها حتى تبدو معقولة ومقبولة ومقنعة، فتؤيدها الناس، ويجعلوها زعيما او قائدا او هاديا... ان هذه الشخصية الإجرامية حكمت على يسوع بالموت والقتل والعذاب، وهي قادرة ان تعمل اليوم في تنفيذ الاجرام بحق الابرياء، على غرار ما تفعله المنظمات الارهابية.
٤- طقوس الاجرام المعنوي
استخدم الفريسيون الطقوس الدينية في تجميل جرائم آبائهم القتلة الذين تلطخت ايديهم بقتل شهداء الحب المرسل، فابتنى الفكر الفريسي له فكر التزوير، تجلى في بناء قبور وأضرحة فخمة للقتلة وذلك من مال الشعب، بهدف طمس الحقيقة بطريقة محترفة لا لبس فيها بحيث تضعف اي محاولة ترمي الى فضح الجرائم. انه الاجرام المعنوي بامتياز (آية 49- 48) طقس يتلبس بثياب التقوى والاهداب الطويلة والمشي في الساحات والتربع على المقاعد الاولى.... وهذا الفن الاحترافي، يسعى الى ابعاد الشبهات عن الجرم المقترف وتعظيم احداث الماضي وانجازاته الكاذبة- المجازر، عبر استخدام الطقوس الدينية، سيطرة كاملة على شريحة واسعة من الناس، ليتسنى للفريسيين الاستحواذ على الاقتصاد وربح الاموال. وللتاريخ امثولات وعبر، كمثل تأليه نيرون وستالين وهتلر وغيرهم من الدكتاتوريين ، هؤلاء كان ضحاياهم بالالاف والملايين.
وهل يمكن ان يتخذ من المجرم والقاتل والجزار مثلا في الإنسانية؟ لقد اسقط الرب قناع زيف الوهم عن وجوه كثيرة.
٥- الامثولة الواقعية
يعلمنا الرب، بألا نؤيد من يضلل الحقائق أو يجمّل الجرائم، وألا نتبع الذين يضعفون الحق ويزيّفون الوقائع، وألا نشارك في ثقاقة تحلل القتل وتضعف هيبة العدالة وتجرح كرامة الإنسان وتهين العائلة وتفقرها، بل اﻷولى بنا أن نتخذ لنا من مواقف يسوع مثالا لنا، نتعلم من خلاله عيش روح التمييز، وننمي فينا معرفة صحيحة للكتاب المقدس وتعليم الكنيسة الإجتماعي، الذي يساعدنا في عدم الوقوع بفخ الدعاية المنظمة وأ الانجرار وراء البرامج المشبوهة التي ترمي الى السيطرة على العقول، هدفها انتهاج سلكويات تتنافى مع الحقيقة ومع طبيعة الانسان وكرامة المراة (البابا بنديكتوس السادس عشر، خطابه في الامم المتحدة) .
٦- التضليل والشرق
فلننظر الى واقع الشرق الاوسط، هناك العديد من الامثلة ووقائع ميدانية تثبت للناظر عن بشاعة المجازر التي ترتكب كل يوم بحق المسيحيين اضف الى اغتصاب ممنهج بحق الفتيات المسيحيات والايزاديات، وبيعهن علنا وجاهرة في سوق النخاسة، ولا احد يكترث... لماذا؟ لان هذا الواقع العنيف يتناسب وينسجم وبتناسق مع ثقاقة الموت الآتية من الغرب، الذي لا تهمه العائلة ولا الجنين ولا حتى الكهل، إلهه بطنه ومجده في عاره.
فمن يساعد ويغطي ويبرر ويشرّع ويسكت ويصمت عن الاذى الملحق بحق الشخص البشري ويتناسى قتل الابرياء العزّل وتهجير الناس على اختلاف اجناسها واعراقها وأديانها، ومن ثم يطالب ان نصوت له ونؤيد برامجه، نكون مشاركين معه في جرائمه المختلفة على غرار ما فعله الفريسيون والكتبة بحق الرسل والانبياء.
٧- التضليل ورعوية النازحين
للكنائس المحليّة دورا نبويا في اعادة رص الصفوف لمواجهة خطر التضليل المتربص بابنائها، من خلال عمل مسؤول يهدف الى تجسيد عملي لمقررات الارشاد الرسولي "شركة ومحبة"، عبر ايجاد اطر رعوية مشتركة تشارك بها الكنائس، وهي قابلة للتحقيق في ارض الواقع،
تعمد الى:
- تفعيل رعوية متخصصة بالنازحين من البلدان التي تشهد صراعات وحروب، آخذة بعين الاعتبار، حاجات الناس الاساسية والجوهرية.
- زيادة الوعي الديني والاجتماعي لدى العائلات النازحة عبر خلق برامج توعية متخصصة تحاكي حياتهم.
-اكتساب المهارات اللازمة في مواجهة الواقع الصعب.
- خلق مراكز اصغاء تسمع معاناة العائلات التي عاشت صدمات الحروب، بهدف التخفيف من حدة الصدمة، واعادة تأهيل الذين اصيبوا نفسيا ومعنويا بسبب الحروب او تعرضوا للخطف والضرب. لان هذه المراكز لديها دورا مهما في حياة الازواج اذا تسهم في التخفيف من حدة الضغط النفسي،الذي يؤثر حكما على علاقة الازواج فيما بينهم وتزيد عامل الثقة، وتشعرهم بان هناك احدا ما يصغي لهم باسم الكنيسة ويتفهم اوضاعهم.
- ولا يغبن عن بالنا المرافقة الروحية والنفسية للمراهقين حيث ان اعدادهم كبيرة، فتلك الفئة العمرية هي معرضة دوما الى شر التضليل، كالعنف والتشدد او الانطواء، او الاستهلاك، او العلاقات المشبوهة، فالمرافقة المتخصصة تزيدهم قدرة في اجتناب الانحراف كالمخدرات والاتجار بالبشر، وتحافظ على حقيقة الحب والجسد والعائلة والانتماء.
فلكي نوقف بشكل منهجي هجرة ابنائنا الذين ينتمون الى كنائس الشرق الاوسط، يلقى على رعاة الكنائس مسؤولية خطيرة الا وهي تجسيد عملي للارشاد الرسولي "شركة ومحبة" ضمن الاطر التي ذكرناها آنفا، لانه بتضامننا المشترك نحمي القطيع من ذئاب التضليل. ان البكاء على الاطلال لا ينفع شيئا، لقد حان وقت العمل المنهجي والمتخصص. فلقد خصّ الرب كل كنيسة بمواهب معينة من اجل بناء الجسد كله، فلتسخر تلك العطايا في سبيل خدمة عائلاتنا النازحة.
يا سلطانة الشهداء تضرعي ﻷجلنا.
يتبع...
Envoyé de mon Ipad
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire