تقرير يستشرف مستقبل قطاع الإعلام


تطوّر تقني من شأنه أن يُحدث تغييراً شاملاً

Anahar 19-5-2011

أصدر المجلس الوطني للاعلام تقريراً عن ندوة عن "شبكات الاعلام المرئي والمسموع التقليدي وتحديات اجهزة التلفزة المتعددة الوسائط" عقدت في باريس بدعوة من المجلس الاعلى للاعلام المرئي والمسموع الفرنسي، وشارك فيها عدد من رؤساء المجالس الاعلامية، منهم رئيس المجلس عبد الهادي محفوظ.
وافاد التقرير "ان العالم يدخل مرحلة جديدة من التطور التقني في ميدان المرئي والمسموع من شأنه أن يحدث تغييرا شاملا، عميقا، في عادات الناس وميولهم وأطباعهم وحاجاتهم وأنماط استهلاكهم وخياراتهم. وهذه المرحلة الجديدة تتمثل في حلول أجهزة التلفزيون المتعددة الإختصاص مكان الأجهزة المعروفة والمتعارف عليها، بحيث تزول هذه تدريجاً من الأسواق، لأنه لن يعود هناك من مبرر للاستثمار في إنتاجها، ناهيك عن انهيار معظم شبكات التلفزة التقليدية، بما في ذلك تلك التي تتمتع اليوم بسلطة الاحتكار. بمعنى آخر أجهزة التلفزيون التقليدية ستنضم إلى التلكس والآلة الكاتبة القديمة الخ...".
واشار الى "ان الأجهزة الجديدة ستكون متعددة الإختصاص: تلفزيون وانترنت وهاتف، مع كل التطورات التي ستدخل على هذه الوسائط. ويواكب ذلك انتشار ثقافة الانترنت في أوساط الأجيال الجديدة، كانتشار النار في الهشيم. إنه العصر الجديد، عصر ما بعد حرب الصورة التقليدية التي لعبت الدور الأساسي في انهيار المعسكر الشرقي، اضافة إلى أدوار أخرى طبعا".
ورأى "ان هذا العصر يتقدمه قطبان: الولايات المتحدة الأميركية وآسيا (اليابان - كوريا الجنوبية - الصين)، بينما يحاول الأوروبيون دخول هذا العصر الجديد، ويبحثون في كيفية مواجهة هذا التحدي إقتصادياً وقيمياً، وبالتالي تشريعيا...".
وعرض "صورة الأزمة في قطاع المرئي والمسموع في فرنسا، كما في بقية دول الإتحاد الأوروبي"، فتوقع "ان تدخل الاسواق قوى جديدة مستثمرة في المرئي والمسموع وذات انتشار دولي احتكاري، مثل مجموعة غوغل التي ستتمركز في كل جهاز تلفزيوني حديث بصيغتين: الصيغة الحالية لـغوغل وصيغة الشبكة التلفزيونية. هذا على صعيد المثال وليس الحصر. وإلى جانب غوغل، تدخل مواقع الخدمات التلفزيونية التي تبث، من ضمن ما تبث، مواد التلفزيونات المحلية في الدول الأوروبية... ومع مواقع الخدمات التلفزيونية، تدخل على الخط مواقع عرض الأفلام الخ...".
ولفت الى "ان أولى نتائج ذلك هو تشتت المشاهدين وتفتت موارد الإعلانات، مما يطرح مشكلة حقيقية أمام سوق الإعلان في كل دولة أوروبية على حدة، وفي أوروبا الإتحادية عموما". واذ حذر من "ان الخطر القاتل يهدد قطاع الإنتاج التلفزيوني، والسينمائي ايضا"، اشار الى ان "انفلات الضوابط في عالم الانترنت يوفر للفعاليات التلفزيونية غير التقليدية، أي الآتية من الــ WEB، قدرة ساحقة على استقطاب المشاهدين والإعلان في مقابل تراجع حاد سيصيب الشبكات التقليدية، مما يترك اثرا بالغا على الثقافة وميول المشاهدين واقتناعاتهم وخياراتهم...".
ونبه الى "ان شبكات التلفزة التقليدية ستقف عاجزة بالكامل عن ضبط ما يمكن وصفه بالمواد المهربة، وبالتالي فإن الملكية التجارية والأدبية ستضرب في الصميم وقد يصبح من المستحيل إنقاذها". واعتبر "ان الشبكات التقليدية باتت في حالة من الخسارة المسبقة لهذه المنافسة المفروضة عليها والتي لا مفر من خوضها".
واذ شدد على "ان تنظيم الشبكة الجديدة، وبالتالي تنظيم المنافسة بين الشبكتين، يفترضان الإقدام على محاولة ما في هذا المجال"، قال ان "التطور التقني وحده كفيل برسم حدود للمنافسة"، متوقعا "ان يكون لجهاز الهاتف النقال الموصول بالشبكتين موقع مميز في المنافسة، بحيث يتحول شبكة ثالثة تزيد حدة المنافسة".
ومما توقعه ايضا، "زوال حتمي للمجموعات الصغيرة"، مشيرا الى "ان قادة المؤسسات التقليدية الكبرى ذات القوة الإحتكارية (لغاية الآن طبعا) خائفون جدا".
وتمنى المجلس الوطني على القطاع الاعلامي اللبناني "ان نضع أنفسنا في حال استنفار قصوى، وندرس معا سبل بقاء شبكتنا على قيد الحياة".

Aucun commentaire :