حماية لبنان من خطر ألاطفال أم المتطفلين !
أربعة أطفال لبنانيين مع والدتهم الكندية رفضت السلطات اللبنانية دخولهم الى بيروت ،هل يعقل ذلك؟ وما هو شعورطفل تمنعه سلطات بلاده الامنية من دخول أرضه وبأي حق تحرمه من تحقيق حلمه بزيارة بيت جّدته ، وكيف يمكن فهم هذه الرسالة الموجهة الى الطفل اللبناني المغترب؟ اليكم بعض تفاصيل الرواية :كريستيان واتيان وشربل وماري هم اربعة اطفال تتراوح اعمارهم بين تسع سنوات وسنتين قدموا الاسبوع الفائت مع والدتهم الكندية الى مطار بيروت لقضاء عطلة صيفية في بيت جدتهم في بلدة عين إبل الحدودية بعد أن ودعوا رفاقهم في المدرسة ووعدوهم بالاخبار المشوقة عن القرية اللبنانية.انها الزيارة الثانية للطفل كريستيان بكر العائلة بعد تسع سنوات من الاغتراب المبكر والزيارة الاولى لشقيقيه شربل واتيان وشقيقته ماري . لم يكن ليخطر بالبال احتمال التعرض لمفاجأة غير سارة ، لدى هبوطهم في مطار بيروت الذي اصبح معروفا بمطار رفيق الحريري.أما أسباب منع الدخول فكانت مما لا علاقة له لا بالطفولة ولا بأمن المواطنين المدنيين على الاطلاق كما يبدو.. تسع سنوات هي المدة التي كانت، منذ ايار 2000 ، تفصل كريستيان عن تاريخ مغادرته الاراضي اللبنانية طفلا رضيعا برفقة والدته جانيس لارسن، الموظفة انذاك في مكاتب القوات الدولية في الناقورة ، ووالده نويل حداد معلم الرياضة في عدد من مدارس المنطقة الحدودية. لقد رفضت السلطات اللبنانية دخول الام واطفالها الاربعة بحجة ان الوالد الذي بقي في تورونتو كان قد غادر لبنان عن طريق اسرئيل. وهو كان فعل ذلك اسوة بغيره من ألاف اللبنانيين المدنيين الذين اضطروا الى الهرب بنتيجة التهديدات القاسية اللهجة التي كانت المقاومة الاسلامية قد اطلقتها كوسيلة من حرب نفسية مستهدفة بها المتعاملين لا المدنيين الذين لا مسؤولية عليهم ولا حول لهم ولا قوة.كان من الصعوبة بمكان على المدنيين امثال نويل حداد الذين ارعبتهم التهديدات في الساعات الاولى من اطلاقها ان يدركوا المقاصد الحقيقية وراء ها والتي لم تصل معانيها الايجابية والسلمية الى اذهان المذعورين، اطفالا ومدنيين ، الا بعد أن فات الاوان وسبق السيف العذل. لا شك أنها حالة انسانية ومسؤولية وطنية لم يتسن بعد للقياديين والمسؤولين النظر فيها بعين عادلة، على الرغم من محاولات التبرير التي اشرنا اليها والنداءات المتكررة التي وجهها عدد من المسؤولين ومن بينهم خصوصا فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في خطاب القسم ورئيس التيار الوطني الحر حليف "حزب الله" العماد ميشال عون وسواهما من القياديين. كان من المفترض ان تؤخذ هذه الامور بالاعتبار من النواحي السياسية و الدبلوماسية والاهلية لدى تدخل السفارة الكندية في لبنان امام السلطات المولجة بأمن المطار، لكي يتم السماح للاطفال الاربعة ووالدتهم من دخول لبنان ،ولأعطاء بصيص من الامل في مطلع الموسم الاصطيافي بوضع حد لاستمرار سيف التهديد مصلتا فوق رؤوس الابرياء ، وكم بالاحرى رؤوس الاطفال الذين لا ذنب لهم الا الحلم بزيارة بيت الجدة في الجنوب . تملأهم الثقة بانه ما من قوة تستطيع أن تمنع الرحلة الى اقاصي لبنان وحلم الوصول الي بيت الجدة القابع هناك على الحدود، مهما كانت الحواجز والصعوبات.على الرغم من كل ذلك لم تفلح الوساطة الدبلوماسية الكندية في محاولة اقناع المسؤول الامني في المطار بأن الاطفال لا يشكلون خطرا اضافيا على امنه في العاصمة اللبنانية. وهكذا بقي الاطفال الاربعة ووالدتهم محتجزين في قاعات المطار من دون طعام وماء مدة 12 ساعة ، ليعودوا بعدها ادراجهم على متن اول طائرة مقلعة الى باريس في الساعات الاولى من الفجر.الاطفال الاربعة لم يفهموا ، فيما كانوا يستقبلون الشمس فوق البحر المتوسط مودعين اجواء لبنان الذي حرموا من وطء ارضه، كما لن يفهم معهم اطفال تورونتو وكل مدن العالم، لماذا لا يستطيعون الوصول الى بيت الجدة في البلدة الحدودية ، في نهاية رحلة اسطورية استغرقت وقتا طويلا واستثنائيا من الطيران فوق الجبال العالية والبحار العميقة والواسعة . أي حكاية سيرويها هؤلاء لرفاقهم في كندا وعالم الانتشار عن احترام لبنان لأطفاله المسكونين بحلم العودة ؟. نداؤنا الى المسؤولين : باسم حقوق الانسان والطفل والمرأة اخترعوا حلا لهذه المأساة الساخرة، ليبقى لبنان بلد الانسان والرسالة كما يحلو لنا جميعا أن نحلم به ، ولكي يتغير مجرى الحكاية، فيتحول مطار بيروت من حاجز يمنع وسجن يغتال مشوها صورة لبنان وسمعته في بال الصغار والكبار الى بوابة مفتوحة الذراعين، كما يليق بالوطن الام نحو الابناء العائدين الى الربوع.
http://www.eliasbejjani.com/audio%20new/SouthLebanon-01.wmv
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire